معاً لمستقبل مشرق
لماذا سمي العقل عقلاً ؟ يقول ابن منظور الأفريقي في كتابه لسان العرب سمي العقل عقلاً لأنه يعقل صاحبه عن التورط في المهالك أي يحبسه فالمشاكل تمر وكلنا يعقل بعد الوقوع فيها ولكن العاقل الذي يعقل قبل الوقوع في المشكلة .
ما أجمل أن يكون الإنسان وسطاً ومعتدلاً في كل شيء ليرى طريق الحق فيتبعه ويرى طريق الباطل فيبتعد عنه ويحذر منه وكما يقول الشاعر :-
لا يستوي عاقـــــلاً كلا وذو سفه لا والذي علم القـــــــــرآن بالقلم
هل يستوي من على حق تصرفه ومن مشى تائهاً في حالك الظلم
والآخر يقول :
أعمـى يقود بصــــــــــيراً لا أبا لكم قد ظل من كانت العميان تهـــديه
فمتى يستقيم الظل والعود اعوج ، كيف يقتل الإنسان أخيه الإنسان في بلاد الإسلام ولكن لا تفرح يا قاتل النفس البريئة فعدالة الله في هذا الوجود جعلت القصاص مباشراً كما في قول رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم (( بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين )) القصاص في الدنيا والخلود في جهنم في الآخرة .
والى متى بعضنا يأكل مال بعض ويدمر مؤسسات بلده التي وجدت لخدمته من مدرسة درس فيها ومستشفى عولج فيها .
هذه دعوه من منبر هذه الدورية إلى التصافح والتكاتف والوحدة الوطنية ونبذ الولاءات الطائفية والمذهبية فالدين الإسلامي لم يكن يوماً عنصر سلبي في بناء الدولة وتقدمها بل عنصر فعال وايجابي ، فالإسلام بظهوره في اقل من نصف قرن كون حضارة سمت على كل الحضارات ، ودولة كبرى حطمت أعظم الإمبراطوريات ، فعلينا العيش بسلام وكفانا وهناً وهواناً فلنبني بلدنا بأيدينا والشعب يجب أن يساهم كله في بناء البلد لانتشاله من الهاوية
والشاعر يقول :
متى يبلغ البنيان يوماً أشده إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
فكــــيف إذا كان الباني واحـداً ومن ورائه ألف هادم هل يستقر البناء كلا والذي رفع السمـــاء .
اليابان هذا البلد الصغير في مساحته والكبير في سكانه والفقير في خاماته قد انهار في الحرب العالمية الثانية وخضع لمعاهدات مهينه بعد إن تعرض لقنبلتين نوويتين أحرقت الأخضر واليابس وخطفت أرواح الآلاف والتي مازالت آثاره باقية إلى الآن لكنها في اقل من نصف قرن أعادت نفسها وازدهرت في جميع الأصعدة وأصبحت عملاق اقتصادي غزى العالم بمنتجاته وفرضت احترامه على الصعيد الدولي .
وكوريا الجنوبية هذه الدولة الصغيرة قد غزتنا في كثير من الصناعات كوكالة LG و SAMSUNG وسيارات KIA .... الخ ، وهي لا تملك ما تملكه دوله عربية واحدة فما بالنا بالعراق الذي يملك ثاني احتياطي نفطي في العالم وبلد النهرين الخالدين فضلاً عن السياحة الدينية والتراثية والطبيعية والمعادن والخيرات الأخرى ، ما سبب تقدم هذه الدول لا شك إن السبب هو تكاتفهم وتوحدهم واحترامهم للعقل من خلال اهتمامهم بالعلم والعلماء والبحث العلمي ، فكوريا الجنوبية تصرف على البحث العلمي أكثر مما تصرفه دول العالم العربي والإسلامي كله ، والكثير من وسائل تقدم الدول الغربية قام بعقول عربية لكن لم نحسن التعامل معها لذا هاجرت عندما لم تجد من يرعاها ، وختاماً ما أسهل بناء بلدنا لو توحدنا وتآلفنا والكل يكون عنصراً ايجابياً بناءاً من موقعه لنطوي صفحة الماضي المظلمة ، ويبدو ضياء البدر في ظلمة الوهن .
[center]