المثلث الحرج: إسرائيل والولايات المتحدة والفلسطينيون
د. جهاد عودة
كتاب المثلث الحرج: إسرائيل والولايات المتحدة والفلسطينيون لنا عوم تشومسكي يتناول بالتحليل التدخل العسكري الإسرائيلي في لبنان في صيف 1982 والمعروف "بعملية السلام في الجليل" كدراسة حالة لرصد أبعاد العلاقات الخاصة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
والكاتب ناعوم تشومسكي هو أستاذ اللغويات المعروف بنظرياته عن وحدة الأساس المعرفي Deep Structures بالإنسان. وقد طبق هذه النظريات في مجال اللغويات Linguistics، حيث تقوم هذه النظريات على أن للإنسان قدرة كامنة innate على البناء اللغوي، وهي ما أطلق عليها generative syntax، ويعرف أيضاً بنشاطه السياسي المعادي للامبريالية الأمريكية في خلال حرب فيتنام، حيث صدر عدة كتب يدين فيها التدخل الأمريكي في جنوب شرق آسيا وإلى جانب ذلك هو يهودي غير صهيوني، وعلماني، وتعرض لاضطهاد من الطائفة اليهودية في أمريكا. من هنا تنبع أهمية هذا الكتاب إلى جانب أطروحته غير المسبوقة في الكتابات عن الصراع العربي- الإسرائيلي التي، وإن كنا، كقوميين عرب، نختلف معها، ولكن لأنها قادمة من ذلك العالم المستنير المناضل تستحق الترحيب والمناقشة. والأطروحة تقول باختصار أن سبب عرقلة عملية السلام في الشرق الأوسط يكمن في تلك العلاقة الخاصة، بين الولايات المتحدة وإسرائيل وما يرتبط بذلك من الرفض المتبادل بين العرب والإسرائيليين. وسوق نناقش هذه الأطروحة فيما بعد، لنوضح أبعاد الخلاف معها.
والكتاب مقسّم إلى سبعة فصول كل منها يحتوي على العديد من المباحث. فالكتاب يبدأ بفصل موجز عن التمزق، الذي سبّبه التدخل في لبنان، في بنية النخبة الحاكمة الإسرائيلية. ويحتوي الفصل الثاني على إطار للتحليل، يقوم على فكرة انه لولا التأييد الأمريكي لما استطاعت إسرائيل أن تنجح في سياستها العدوانية تجاه دول المنطقة. وفي الفصل الثالث، يطور الكاتب الإطار التحليلي كصراع إقليمي ذي بُعد دولي. وفي الفصل الرابع يتناول الكاتب تاريخ الصراع الفلسطيني- الصهيوني كجوهر لهذا الصراع الإقليمي. ويأتي الفصلان الخامس والسادس عن التدخل العسكري في لبنان، باعتباره تصعيداً لتطور الصراع الفلسطيني- الصهيوني بأبعاده الإقليمية والدولية. وفي الفصل السابع والأخير يلخص الكاتب مقولته الأساسية في الكتاب بأن تاريخ التعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة والصراع بينهما وبين الفلسطينيين أصبح لا يقود إلاّ إلى كارثة وقد تكون نووية.
لاستكمال الموضوع
http://www.najah.edu/index.php?news_id=5430&page=3171&l=ar