الرؤية الأمريكية لإسرائيل
محمد السعيد إدريس
باحث في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية.
مقدمة
في البيان المشترك الذي صدر عقب زيارة الرئيس الأمريكي السابق نيكسون عام 1974 لإسرائيل وصفت العلاقة التي تربط الولايات المتحدة بإسرائيل بأنها "علاقة فريدة". ولقد دفع هذا الغموض الكثير من الكتاب والباحثين إلى إطلاق أحكام على هذه العلاقة لا يمكن أن تكون هناك أحكام اشد منها تناقضا منها, فهناك من يصفها بأنها علاقة سيطرة تمارسها الصهيونية على الولايات المتحدة من خلال مؤسسات مالية واقتصادية وثقافية وانتخابية, وهناك من يصف إسرائيل بأنها مجرد أداة من أدوات الإمبريالية. ويرجع السبب الأساسي في غموض هذه العلاقة القائمة بين إسرائيل إلى عدم انطباق مواصفات العلاقات المعروفة بين الدول على العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل. فإسرائيل ليست مستعمرة للغرب عموما أو الولايات المتحدة بصفة خاصة, ولا يمكن اعتبار إسرائيل مجرد موقع جغرافي مناسب مثل جبل طارق مثلا. كما أنها ليست حليفا للولايات المتحدة بالمفهوم الدقيق لكلمة "حليف" فمن الناحية الشكلية لا يوجد, حتى الآن, حلف رسمي ولا حتى معاهدة دفاع مشترك.
وعدم انطباق مثل هذه التعريفات على العلاقة التي تجمع إسرائيل مع الولايات المتحدة يلقي جوا من الغموض على هذه العلاقة خاصة إذا ما اكتفى الباحث بتقديم توصيف سريع للعلاقة دون الدخول في كيفية تصور الولايات المتحدة لإسرائيل وأبعاد هذا التصور والعلاقة بين هذه الأبعاد المختلفة. لذلك فإن الدراسة ستهتم بمعرفة الأبعاد المختلفة للتصور الأمريكي لإسرائيل. ونوع العلاقة بين هذه الأبعاد, وأثرها على التصور الأمريكي العام لإسرائيل. ثم مناقشة احتمالات تغير هذا التصور.
لاستكمال الموضوع
http://www.najah.edu/index.php?news_id=5427&page=3171&l=ar