الخطل في مكان الاعتقاد او حتى التفكير بان بالامكان تحرير الارض الفلسطينية من الصهاينة . ليس تحريرها عن طريق حرب عصابات غير منظمة
وقد فشلت منذ قيام منظمة التحرير وغيرها وليس على يد دولة عربية او مجموعة الدول العربية مجتمعة او المدعية بالباطل وعلى نفس الوتيرة التبجحية لطاغية العراق اقصد ايران . وان حدث ذلك في يوم من الايام افتراضا فسوف يتم تحرير اراضي كل منطقة الشرق الاوسط من الحياة عامة لتصبح ارض مهجورة غير صالحة للحياة ولامد الله وحده فقط يعرف مداه ؟
منذ اكثر من نصف قرن ولجيل واحد ولغاية 1963 كان من الممكن تصديق قصة تحرير الاراضي الفلسطينية اذا كانت هذه الدعوة صادرة عن الجماهير او الحكومات ومنذ حلت حكومة البعث في العراق وسوريا اصبحت القضية الفلسطينية بضاعة رائجة للكسب الحرام والسحت والعيش التنبل والوظيفة السهلة للعيش الطفولي و لكثير من الحكومات العربية والجماهير العربية خاصة حملة شعارات القومية العربية بالذات وفعلا توالت على دسوت السلطة حكومات عسكرية ومدنية في الوطن العربي على بساط تحرير الاراضي الفلسطينية وبقطارات مشبوهة الهوية وبعد الاستقرار باتت هذه الشعارات مادة استهلاك داخلي لاغير واداة مرعبة لاضطهاد الشعوب والتيارات الثورية العربية الحقة حاملة مشاعل التحرر الوطني حتى تم عن طريق شعار تحرير الاراضي الفلسطينية دفن كل هذه القوى الثورية مع ايديولوجياتها دفنا ارعن مهد الطريق حتى لقسم كبير من اعضائها الى فقدان الثقة بجدوى نضال هذه القوى الوطنية الحقة مما دفعهم ولحد الان القاء اللوم على استراتيجيتها النضالية لتسلم السلطة في كثير من الدول العربية هؤلاء المهزوزين فكريا والذين يضربون الاعداد مع بعض فلا يحصلون على الناتج المقنع مما يولجهم في متاهات عقلية لانهاية لها ؟ بسبب سلبيتهم ؟ وفهمهم الخطا لا لتراكم اخطاء قيادات هذه القوى الثورية بل لتراكم المقاومة الشرسة من الداخل والخارج لسد الطريق على اهداف هذه القوى الوطنية مما حجم من قواها الضاربة وشل قدراتها عن طريق توظيف ماسمي حينها قوى التحرر الوطني العروبية وعلى يد نفس هذه القوى تم القضاء المبرم على اقوى الزعامات ذات التوجه الثوري الحقيقي امثال عبد الكريم قاسم وعبد الناصر اللذان يحاول عدد كبير ممن يدعون انهم مفكرين عرب فطاحل كفطاحل الطين الاسن ( هنا الفطاحل اعني بهم الروائح النتنة التي تنبعث من الطين ) يحاولون نشر واشاعة العديد من الاساءات حول تاريخ هذين الرجلين ؟
المهم انا بصدد القضية الفلسطينية التي وصلت الى حد التمزق والتشرذم اليوم على يد التنظيمات البديلة للقوى الثورية التي تم دفنها لهذه الغاية تنظيمات عصبية شوفينية عبارة عن عصابات ايضا تتخذ من الاحتراب وسيلة سهلة للعيش السلطوي التنبل على حساب جماهير الشعب بعد تجويعها وتشريدها وتهميشها الى الابد كما يحدث اليوم على يد منظمة حماس من جهة وحزب الله من جهة اخرى كل في منطقته واريد هنا وفي هذه المناسبة التذكير باحزاب ومنظمات عراقية مماثلة بدر والدعوة الاسلامية وميليشيات المهدي الايرانية الهوية ؟ واولاد الله ورسله الكرام ؟
المشكلة ليس في الجماهير المنضوية تحت لواء هذه المنظمات القميئة بحق وحقيق بل بالقيادات التي تغرر بهذه الجماهير وتقودها نحو الهلاك دون اية جدوى لان القيادات لاتستطيع الا امتطاء ظهر المطايا لتقطع الاشواط حتى الوصول الى اهدافها واهدافها استمرار الاحتراب الى مديات غير معلنة لان هذا الاحتراب هو الغنيمة التي يعتاش عليها هؤلاء القادة فلو سلمنا سلاحا بيد احدهم وطلبنا منه النزول الى ميدان القتال بدل اي مقاتل او مع اي مقاتل اقسم اغلظ الايمان انه اي هذا القائد سيجد وسيلة للهرب من ان يواجه اجبن جندي من جنود العدو واتذكر قبل فترة التقيت صدفة بشخصية تظهر على القنوات الفضائية وتروج للمقاومة واستمرار الاقتتال وسالته لماذا لاتتناول سلاحا تقاتل به في مواجهة العدو الاسرائيلي بدل الظهور العنوسي على القنوات تروج للاحتراب اللامجدي اتعرفون بماذا اجابني . او تريد حرمان هذه الفصائل العريضة امانة في رقبتي من قيادة ناضجة وبصراحة وبدون ارادتي خرج صوت من فمي لفت انتباه الكل من حولي وقد اكفهرت وجوههم واحسوا بالاساءة الا الاستاذ الذي تورد خداه وهو يهددني مبتسما ( لن انسى ذلك ) وتمالكت نفسي واستدرت معتذرا من الناس حولي .
ان التحدي الغبي الذي يصدر عن انسان مريض كلنا نجد له عذرا ولانحمله محمل الجد لان الفعل الذي يصدر عن هذا الانسان خارج عن ارادته ؟ اما الانسان الواعي الدارك لكل مايدور حوله ان اي تصرف يصدر عنه لايمكن اغفاله وجعله يمر مرور السلام دون محاسبة لمعرفة مايقبع خلف هذا التصرف مما قد يجلب الاذى المباشر والغير مباشر للاخر لانه قد تكون خلف تصرفات هذا الانسان جريمة او عدة جرائم فيكون خطر على الناس واي مجتمع بشري ؟
كل قادة حماس ومنذ الوهلة الاولى التي اشعلوا فيها نار الفتنة في الارض الفلسطينية وقادوا باقي الفصائل للسير في اثرهم اثر الانتفاضة التي باضت ظلامة فلسطينية وهي التمزق الوطني الحالي مما جعل العالم كله يخرج القضية الفلسطينية من جديتها الى عبثية مزمنة .
و لازالت حماس تلعب دورا قذرا وذلك بضرب الحصار على الفلسطينين الابرياء في غزة مدعية انهم انصار لها ولاهدافها كذبا وبهتانا وانا اقسم ان كل الشعب الفلسطيني لو خير وبطريقة لاتضعه تحت مظلة التهديد بين ان يقبل باي قيادة فلسطينية وبالحل المعلن من اي منها وبين الهيمنة الاسرائيلية الصهيونية لاختار التالي دون اي تردد حتى من منطلق الدين كما هو الشان مع الشعب العراقي اليوم والشعوب العربية بعد الشعور بالياس من قضاء ولو فترة وجيزة من العمر بسلام وامان في ظل نظام يقيم له وزنا كبشر ؟ وكما يحدث عندما تخرج تظاهرة عراقية عن طريق تيار المهدي .....؟ فيقولون على الفضائيات ان هؤلاء يمثلون الجماهير العراقية وايضا اقسم ان العراقيين لو وقع بيدهم احد منتسبي المهدي لدفنوه حيا لانهم لايريدون اي نوع من الاقتتال لا في سبيل الله ولا في سبيل نبي ولافي سبيل ولي ؟ انهم اليوم في لبنان والعراق وفلسطين متعطشين للسلام والامان ليس في ظل اي منظمة عربية او عراقية دينية قومية بل في ظل حكومة علمانية لاتؤمن لا بالله ولا بنبي ولا بقومية بل بالوطن وبالانسان فقط ؟
ان التداعيات التي يروج لها اليوم على اثر انهاء التهدءة بين حماس والصهاينه وماسيترتب على مابعدها وعلى اثر التصعيد العدواني المتعمد من قبل حماس لاشعال فتيل الاقتتال من جديد وكلنا نعرف ان تجديد الاحتراب لايخدم الفلسطيني البسيط الذي ينشد الامان والسلام بل يخدم كل مكونات منظمة حماس لان الاحتراب بات حرفة تدر ذهبا في عصر لو تخلى كل مكونات حماس عن اسلحتهم لاحتاروا كيف يجدون سبيلا بديلا للعيش وبهذه الطريقة التي يعيشون بها تنابل على حساب باقي ابناء الشعب الفلسطيني وابسط مايمكن ان ننعت به مكونات اي تنظيم اسلامي منهم حماس في الاول ومكونات باقي المنظمات في العالم العربي الاسلامي المسلحين هو ( المرتزقة ) لاغير ؟
ان حياة هؤلاء خارج سلاحهم وتنظيماتهم هو امر مستحيل بالنسبة لهم لانهم سيكونون محكومين بالعمل الاخر ليجدوا وسيلة للكسب والعيش ولاتوجد في اجندة هؤلاء اسهل وابسط من هذه الوظيفة التي تمنحهم
اولا - موقع قوة وتهديد لانهم مسلحين في حين لو اندمجوا في اي مجتمع عزل سيكونون في حال يرثى لها
ثانيا - اي وظيفة لاتدر على الواحد منهم ماتدره عليه وظيفته حاليا
ثالثا- هذه الوظيفة تشبع فيه غروره كانسان مهاب الجانب
رابعا - قد يكون الانسان المنخرط في هذه التنظيمات انسان سادي
ليس التصعيد المعلن بين اسرائيل وحماس والذي يهدف الى القضاء المبرم على حماس ولنزع سلاحها الى الابد هو الذي دفعني الى هذا الموضوع بل الحوار الذي بدا اليوم على الساحة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله وماتروجه الفضائيتان الجزيرة والعربية بان وراء نزع سلاح حزب الله اهداف لاحتواء هذا الحزب دس مسموم ملعون
لذا ارى ان البدء وعلى الفور وبعد عقد المعاهدة الامنية في عراقنا هو نزع سلاح كل الميليشيات اي كانت بالقوة او بالحوار والا لن تهدا الامور وتعود الى نصابها في اي بلد يحتوي على مسلحين غير شرعيين لان قانون اي دولة يعتبر المسلح الغير مجاز خارج عن القانون مهما كانت الاعذار التي يتختل وراءها ولان هذه الميليشيات المتسرطنة في جسد العراق تتعمد اليوم وتحت حجج واهية تافهة استقطاع اغنى محافظة عراقية عن جسد العراق وهي البصرة لترفع في سمائها علم اقليم مستقل وقد تصبح كويت ثانية انها مؤامرة لايمكن ان تمر مرور الكرام على شعبنا العراقي لان نتائجها ستكون وخيمة على المدى البعيد ؟
نوئيل عيسى
23/12/2008