ضياع الروح
(روح الانسان هي اللي بتناديله مثل مصري يطلق على إنسان (ذكر، انثى) متردد في فعل الجريمة.
لكن أتساءل الان ونحن في العام 2014م وبعد ما سمعنا وشهادنا ما سميت بثورات الربيع العربي ونحن نقف بين شلالات الدماء التي تسفك وسفكت يومياً على مدار ثلاثة أعوام بطرق بشعة لا يحتمل الشخص منا رؤيتها واياناً تسبب كوابيس مزعجة ومؤلمة للإنسان الحنيين مثلما بيقولوا.
كل ما جلست مع نفسي يجول خاطري بأمتنا العربية والإسلامية واتذكر ما يقع بها أذكر صراخ الأطفال عند شدة المعارك ودموع الأمهات وهولهن وفزعهن من تلك القذائف التي لا تفرق بين طفل وامرأة وشيخ كبير عاجز لا يستطيع الحركة.
لن أدخل الى مستنقع السياسة وخبثها؛ سوف أدخل الى الروح التي وهبها الله للإنسان.
الروح التي أعطاها الله تعالى لمخلوقاته ومنهم البشر من اعطاهم هذه الروح ليهذبوها ويملؤونها بالتقوى والايمان والرأفة والرحمة والطيبة والسماحة فيما بين بني البشرية جمعاً.
"فكيف تحولت هذه الروح الإنسانية الى روح عدوانية همجية بصورة وحشية وشريرة! كيف تحولت في بشر بغض النظر (كونهم مسلمين او غير مسلمين سنة ام شيعة) الى روح تذبح إنسان يتنفس مثلك ويريد الحياة مثلنا ويريد ان يموت مثلما نموت، يذبحه بطريقة بشعة وتراه يتفاخر ويكبر ويتلذذ عند ذبحه لفريسته البشرية وترى المصور يصور تلك المشاهد، والوحوش الذين حوله لا يهتز لهم جفن ولا يرتعش لهم رمش او عضو بل يكبرون ويتفاخرون بالنصر الموهوم.
لقد فقد هؤلاء الروح الإنسانية وتلاها فقدهم للرجولة والكرامة والشجاعة والانتصار.
فالرجولة والشجاعة ليست بذبح الأسير والغدر في الحروب وقتل المرأة والطفل والعاجز.
فكل هؤلاء الناس والجماعات الداعشية والنصرّوية والقاعدية في كل ارجاء العالم وفي الأماكن التي يقاتلون فيها، هم قطيع من الوحوش الشريرة التي لا يوجد عندهم ذرة من الخير والرحمة والرجولة والشجاعة، فلا دين في قلوبهم، ولا حياة لهم وللآخرين في عقولهم، ولا طريق واضح ينفع الامة الإسلامية والبشرية بهذا المنهج المملوء بدماء الأبرياء والأطفال والنساء.