يوم الولاية يوم العدالة الالهية
الله سبحانه وتعالى منزه عن كل ظلم فهو عدل حكيم ومدبر رؤوف بعباده فهو القائل (وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) (وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ) (إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) هذه هي حكمة الله في خلقه فعندما أرسل محمدا صلى الله عليه واله الى العالمين بكتاب عربي مبين مبينا فيه جميع احكام المسلمين ومشرعا دستوره القويم الذي يهدي الى الصراط المستقيم والنهج السليم.
فقد بين في كتابه العزيز كل الاحكام الإسلامية المعروفة في كتاب لا يضل من اتبعه فكيف لا يبن الله تعالى امراً من اهم الامور الانسانية والاسلامية والشرعية والاجتماعية وهي الولاية والخلافة بعد الرسول (ص) واله وقد شرع الله هذا الامر والوصية لكل نبي من انبياءه تعالى عليهم سلام الله فكل نبي له وصى وخليفة من بعده بأمره تعالى فلماذا محمد خاتم الانبياء والمرسلين وسيدهم ص ليس له وصى او خليفة من بعده أم الامر قد امر به الله وبلغه رسوله ولكن الامور والاحكام سارت على غير ارادة الله وغيرت قوانين السماء بسبب اهل الارض الذي بسببه اصبحت الامة الاسلامية بهذا الشكل والمصير السيء انا لا انتقد أحد ولا اسب من اخذ غير حقه فالله وحده ه من يقرر ويحكم على العباد جميعاَ
لكني ومن واجب الصدع بالحق والقول بالمعروف يجب ان بين الحقيقة التي تغافل عنها الكثير من علماء الآمه الاسلامية وشاركوا في تبرير الظلم الذي لا يريده الله
كيف نعتقد ان الله لم يخبر رسوله في كتابه الذي قال عنه (مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ) بأمر القائم بالأمة الاسلامية بعد وفاة الرسول صلى الله علية واله وسلم ويقود أمة الاسلام والدين الالهي وينشر تعاليم الدين الحنيف والشريعة السمحاء.
لكن الله سبحانه وتعالى شرع هذا الامر وأقره كتابه العزيز في الكثير من الآيات الدالة على الولاية الالهية فالله تعالى يقول (إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ) وطبعا وبلا ادني شك ان ال محمد من ال ابراهيم فالله اصطفى ذراري الانبياء ليكونوا خلفاء لرسله.
فالنص القرآني الشامل معروف لكل عربي سواء كان عالماً او عامياً وحتى من كان يفهم العربية من غير العرب يفهم المدلول القرآني بشكل واضح.
ويعود الله تعالى ويؤكد المهمة والقضية الهامة بقوله تعالى (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) فلماذا يريد الله منا أن نود ونحب ونتبع اهل بيت نبيه محمد ص الذين خصهم الله وذكر بهم في كتابه بل وحتى اذهب عنهم الرجس وطهرهم من الذنوب والآثام بقوله (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) بإجماع الامة ان الآية نزلت في علي وفاطمة الحسن والحسين والرسول في مقدمتهم عليهم سلام الله.
قد يقول البعض مثل هذه الآيات نزلت في المهاجرين والانصار واصحاب النبي ص فهذه الآيات لا تدل بصريح العبارة على الولاية.
أقول لكن الله يعلم ذلك وعارف بما سوف يكون فانزل على نبيه آيات بصريح اللفظ ودلاة العبارة عندما قال لنبيه (ص) بعد حجة الوداع قبل وصول الرسول الى غدير خم المنطقة المعروفة (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)) فأوقف الرسول صلى الله عليه واله وسلم السير ونزل بغدير خم وصعد على الجمال ونادى في المسلمين وقال(ألستُ اولى بكم من أنفسكم) قالوا بلى يا رسول الله، قال: فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والى من والاه وعادي من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.
فهذا هو الامر الكبير الذي توقف من أجله الرسول ليبلغ العدل الالهي لمصير هذه الامة ولا نكتفي بهذا فقط فهذه القضية اساسية بالنسبة للدين أهم من الصلاة والصيام والاحكام التشريعية فقد تحدث سبحانه في سورة المائدة المعروفة عنها انها من اواخر السور التي نزلت وآياتها ناسخة لبعض آيات القران الكريم فيقول في الآية 54(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) بروايات متواترة عن ابن عباس ومصعب ابن جبير وعمار بن ياسر وابو ذر الغفاري والمقداد واكثر من 9من الصحابة يروون أن الآية نزلت في الامام علي (ع) عندما زكى بخاتمه وهو راكع فلا يوجد أحد من الصحابة زكى بخاتمه وهو راكع الا الامام علي (ع) ولي بحث مطول في هذه الآية في جميع طرقها واعرابها وبلاغتها.
فالعدالة الالهية قد أمرت وتحدثت وبينت بأمر الولاية الا أن الامور لم تسر على نطاق العدالة الالهية التي تجرع من اجلها ابنا الاسلام واحفاده ويلات العذاب والتنكيل والقتل والصلب والتشريد الذي دام قرونا طويلة ومازال الى الان يمارس مثل هذه الجرائم في زمن الحرية الفكرية والثقافية ضد من أرادوا ويريدون أنَّ يبينوا حقيقة العدالة الالهية ولكن الله غالب على امره ومظهر لما ارتضاه وقرره تعالى ..............................