الى ماذا برأيكم ستؤول التحركات الشعبية في الأردن ؟
نحن في العراق تعرضنا لنفس المحك مع الملكية الدستورية حيث كنا نتمتع بكل حقوقنا الميسرة للدولة باعتبارها محكومة بالاستعمار البريطاني حينها وعندما وقعت الثورة سقطنا بيد عدد من العاهرين المغامرين من سقط متاع الشارع عسكرين ومدنين معروفين ومعرفين تستروا بعدد من الشعارات البراقة النافقة فصدقناهم وانا قبل فترة نقلت للاستاذ عادل محمود الحكاية الفرق بين ماكنا عليه وماصرنا اليه ونحن نسير بفرح خلف طبول التحرير فكانت الطامة الكبرى ؟ لاتحرير لارفاهية لاحرية بل دمار وسفك دماء ووحشية لاقبل لنا بها من قبل وحوش متمرسة من الاخوان المسلمين الى القومين العرب والبعثين الخ كل هؤلاء الذين كانوا يحملون شعارات الحرية والوحدة والقومية وتحرير كامل الاراضي الفلسطينية الخ من اللغو الفارغ والذي لم يكن له اي معنى ؟
لم يكن هناك فساد مالي او وظيفي بالمعنى الذي صور لنا ونحن شباب واليوم بعد مراجعة تاريخ اي مسؤل في الحكومة الملكية ونقارنه باي عضو حزبي وليس في موقع سيادي في الدولة نرى العجب العجاب والفرق بين غيرة عضو الحكومة في العهد الملكي واصغر حزبي مستبد بعثي و قومي او من القائمة العراقية الى حزب الدعوة الخ وباعتراف جميع العراقين ان الاخير قاتل اجير وحرامي من الدرجة الاولى لادين له ولااله له ولاغيره له لاعلى اخاه وامه واباه فكيف تكون له غيرة على وطنه وكيف يدافع ويخدم شعبه وابسط مثال نتذكره من العهد الملكي هو المرحوم السعدون عندما اتهم بانتماءاته اطلق على نفسه الرصاص اي بمعنى اخر ان الجمهورية لم تقدم لنا الا اشخاص بائسين مغامرين يلتصقون بالكرسي ليحكموا الشعب مقتا لانظير له...؟ والدليل مايحدث اليوم على الارض ولم يكن هناك انتهاك للحريات الشخصية ولم يكن هناك انتهاك لحرية التعبير فقط كانت ثمة مشادة عامة بين من كان يريد قلب نظام الحكم الى جماهيري بدل الملكية الدستورية رافضين العمل ضمن اطار نمط الحكم الذي كان سائدا في العراق وحدث ان تحول العراق الى نمط حكم جماهيري اي تبادل السلطة والتعددية ؟ اليس هذه هي احكام نمط الحكم الجمهوري ؟ وفورا اريد خرقه للهيمنة على السلطة بتحالفات مقيتة بين اتعس تنظيم ديني هو الاخوان المسلمين الذين احتضنوا ماسمي وقتها قوى التحرر الوطني البعثين والقوميين الناصرين في وعد قطعوه لهم ان الحكم سيكون لهم وحدهم والغلبة اصبحت يومها وقبل وصولهم للسلطة وتمهيدا لها للعصبية العرقية الصرفة ونشروا بعدها الصراع الديني المسيحين اتهموا بانهم جميعا شيوعين والشيعة اتهموا جميعهم انهم شيوعين وكلنا نتذكر الشعار المقيت الذي رفعوه ( جوزيف يناضل في الساعة ) كنية كراهية لكل مسيحي عراقي خاصة في الموصل وبدات حمامات الدم ورفضوا اي مشاركة في العملية السياسية هم او لن يكون الحكم لغيرهم وكانوا واثقين انها ستؤل اليهم حسب وعد الاخوان المسلمين مطايا الاستعمار البريطاني وشركات النفط وجاءت عوائل الى السلطة من ( شعيط ومعيط وشدادي الخيط ) كانت في فقر مدقع تمارس كل المحرمات لكنها وصلت الى دسوت الحكم واصبح الحكم وراثيا مثال بسيط هو حكومة سوريا الغير شرعية اطلاقا والتي وقعت في زمن الذروة فيما سمى الثورية (سخرية قدر ) توريث الحكم في اطار حكومة جماهيرية وبدات كل الجمهوريات العربية تعد العدة للتوريث تمشيا مع الحدث السوري المافون والسؤال لو تم تغير نظام الحكم في الاردن ؟ ماذا سيحل محله ؟ ايضا عصابات قميئة من عوائل هشة اجتماعيا واقتصاديا لااريد تقديم امثلة لكن ماقدمه الحكام العرب خلال النصف قرن الماضي لشعوبهم خير دليل على مااقول ؟ لااحد تسلم موقع سيادي دون ان يتحرك بالاتجاه المعاكس لاارادة وحق الشعب في كل البلدان العربية قاطبة ؟
اذا المشكلة ليست في تغير انظمة الحكم بل في احداث اطر حكم حديثة تقوم على التعددية والعلمانية لحكومات تخضع لرقابة شعبية منتخبة ليس بالضرورة مجلس النواب او ماشابه مما يتيح ايضا القفز بالاحتيال الى السلطة لاحداث تكتلات حزبية ضيقة الاهداف والمصالح ترفس مصالح الشعب العامة لتعمل من اجل عدد من الاشخاص من سقط متاع الشارع ( المثال العراقي خير دليل ) ممن يسعون لرهن انفسهم وبيعها في سوق النخاسة لسماسرة اقليمين او ؟؟؟ اذا الاردن ليس التاج الاردني هو السخام بل الشارع الاردني هو السخام لانه يضم كل من هب ودب من الطامعين في موقع قدم في السلطة واذا حل فيها انفرد بها دون خلق الله وكان الشعب عبارة عن قطيع من النعاج ليتحول بحياته الشخصية من القاع الى القمة مثال اخر ( حماس ) وياريت يعمل من اجل الشعب الذي انتخبه لا انما سيعمل على وضع كل من رفعه الى اعلى تحت قدمه ويسحقه بدون رحمة ولملمة بضع وضيعي النفس حوله من انواع من الخردة البشرية من الطامحين للوصول الى مواقع صنع القرار تحقق لهم الرفاهية على حساب الجماعة ؟ فاي تغير في قمة السلطة في الاردن ليس لصالح الشعب الاردني ابدا فقط احداث نقلة نوعية في الحكم تقدم مصالح الشعب على المصلحة الشخصية والطريقة الوحيدة هو احداث حكومة علمانية ديموقراطية تعددية تحت ظل الحكم الملكي الدستوري وهو الحل الوحيد لابعاد الاردن حكومة وشعب عن بؤر الفتن والنفاق الديني العرقي الطائفي ومتى ماتقبر هذه الفتن في اي بلد تكون حال ذلك البلد في احسن حال وهذا لايتعارض مع اي دين بل العكس يعيد رجال الدين الى حضائرهم الحقيقية ليمارسوا من خلالها واجباتهم المكلفين بها بصورة صحيحة ودقيقة ترضي الله ورب العالمين والناس قاطبة بدل ان يلتهوا بالسياسة التي ليست من مهامهم مطلقا ؟
نوئيل عيسى
23/7/2011