العلمانية لاتحارب الدين ورجال الدين
في كل تاريخ البشرية كان الدين ورجال الدين بالذات فتنة كبيرة لعموم الشعوب والحكومات ؟ ولو طالعنا التاريخ البشري ليس بالنسبة للمسلمين فقط بل لليهود والمسيحين والوثنين لنقراء من هذا التاريخ ان رجال الدين الكهانة كانوا مجرد عصابات تستولي على الحكم من خلف الكواليس وتبدا باسم الدين وباسم الشريعة وباسم الله تفرض على الحكام ومنهم على الشعوب الخضوع لارادتهم ليحكموا ويعيشوا اباطرة غير رسمين الا انهم يصنعون لانفسهم عالمهم الخاص الذي يفوق عالم الفردوس والجنان فهم يتمتعون باالاناث ( النساء ) دون قيد او شرط ويكتنزون المال لهم ولكل قريب منهم بلا حساب ويامرون وينهون ويفتون على كيفهم ويحرمون على كيفهم لتعيش الشعوب معدمة فقيرة عبيد مسخرين ينفذون ارادة علماء الدين دون تردد بسبب الخوف من العقاب والثواب في الاخرة بينما هم في واقع الحال ومن وراء الستار يمارسون كل انواع المحرمات وفق الشريعة وبدون اي قيد او شرط ويامرون الشعوب ان يجلوا ويحترموا الحكام الظلامين الذين يظلمون شعوبهم فلا تثور الشعوب ضدهم وضد الحكام واليوم لايختلف عن الامس بل هم الان اكثر شراسة واكثر استعباد للانسان بسبب فتاويهم الدينية التي يقيدون الشعوب بها الى العبودية ليستبدوا بهم ويجعلوهم عبيد يسخروهم من اجل مصالحهم لذا الدولة واي شعب لايمكن ان يرسوا على موانئ الامان والسلام والاستقرار والطمانينة والرفاهية اذا لم يتخلص من العلاقة بين الدين والساسة لذا كان الغرب سباقا الى ذلك حيث عزل رجال الدين في كنائسهم ومنعهم من التدخل في اي عمل سياسي الا اذا انفصلوا عن وظيفتهم الدينية واستقروا في وظيفة مدنية وانذاك دخلت الشعوب الغربية طريق النور وتطورت وخلقت الرفاهية لشعوبها وخلقت المبتكرات والاختراعات وتحولت الى عالم الفردوس عالم الحرية وبقينا نحن الشرقين اسرى الدين ورجال الدين والحكام الظلمة المستبدين نعيش في خرابة وظلامة مابعدها ظلامة في فقر وجوع مدقعين نحن نلملك على ارضنا كل الخيرات التي تذهب عن طريق الطغاة ورجال الدين الى جيوب قلة مرتزقة لذا بات علينا عندما نخلع المستبدين الظلمة ونتحرر من ظلمهم وبطشهم ان نشيد لعالم جديد عالم لايسئ الى الدين ورجال الدين عالم من العلمانية يحترم الدين ويجله ويحترم رجال الدين ويجلهم فقط يسحبهم من الشارع ويامرهم ان ينكبون على ممارسة وظيفتهم الاساسية ولايتدخلون في الحياة السياسية والاجتماعية للشعوب ويتركون الشعب يمارس حقه الطبيعي في اختيار طريقة حياته بحرية تامة ويمنعون من اظلاق اي اجتهادات اوفتاوي ويعملون وفق الاتي ( وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ) للعلم ان العلمانية لاتتعارض مع الدين ولاتسئ الى الدين كما يصوره رجال الدين لان العلمانية تمنعهم من ان يمارسوا وظيفة لاتمت للدين بصلة بل العكس العلمانية تحترم الديانات ورجال الدين لكنها تلزمهم بتادية واجباتهم التي تنص عليها وظائفهم فحسب وبدون هذه الصورة لن يستتب الامر باي شعب ولن يصل بر الامان ويحقق اهدافه المنشودة ؟ وستضل الشعوب في ظل انشطة رجال الدين الذين يدسون انوفهم في كل صغيرة وكبيرة مما يخص حياة الحكام والشعوب بما يحقق مصالحهم الشخصية . فتبقى شعوبنا تخلق الطغاة والمستبدين ويضعون حياتهم تحت وصاية هؤلاء المجرمين ابد الدهر ؟ ومن اجل حياة افضل وحياة الاجيال القادمة علينا ان خرجنا من تحت ظلامة حكم المستبدين ان نختار كشعوب دولة علمانية ديموقراطية تعددية حلا ابديا لمشاكلنا التي نعيش في كنفها على يد الطغاة ورجال الدين الكفرة .
نوئيل عيسى
22/4/2011