هل حقق الشعب التونسي اهدافه المرجوة من ثورته على الطغيان ؟
الجميع وفي فورة الفرح داخل تونس وخارجها منتشين بما تحقق من ثورة الشعب التونسي على الطغيان والحكم الشمولي البائس خاصة هروب الطاغية الارعن بن علي الى خارج تونس وفي غمرة هذا الفوران العاطفي تسلل اسلاب بن علي طغاة ارعن منه واتعس الى قيادة السلطة مستغلين فرحة الشعب وانغماسه في مشاعره التي طغت على وعيه رغم ان بعض القوى الوطنية تعمل على ازاحة من تسللوا في غفلة من الشعب الى تسلم قيادة الحكومة وكلنا نعلم ان الحزب الحاكم كما هو حال البعثين في العراق متهمين باضطهاد الشعب التونسي ولايمكن استثناء اي منهم لان الساكت عن الحق شيطان اخرس اضافة الى بروز تنظيمات هزيلة على صفحة الهيجان الثوري الشعبي تريد تهميش احزاب ثورية وطنية لها الباع الطويل في تحقيق ثورة شعب تونس ولها تاريخ طويل في مقارعة نظام الطاغية بن علي متوافقين مع شلة بن علي نفسه اي ازلامه الذين هدهم بعد هروبه ليعيثوا في الارض فسادا منقلبين على ثورة الشعب وقد تمضي ايام حتى يتمركزوا في السلطة ويشيدوا حكومة دكتاتورية من اوساطهم ويضربون بستار حديدي متين حول الشعب التونسي ليدفنوا اهداف ثورته المباركة في جوفهم النتن الى الابد مستفيدين من هذا الدرس ؟ والكثير من المراقبين يعتقدون ان هروب بن علي واستيلاء انصابه على الحكومة قد تسهل عودته مرة اخرى الى السلطة خاصة والطاغية الارعن القذافي صرح بملئ فيه ان بن علي لازال هو الحاكم الشرعي لتونس والكل يعلم ان هذا التصريح ليس دفاعا عن حكومة بن علي بل تمهيدا لاضفاء الشرعية على حكمه الغاشم البوليسي فيما لو تحرك الشعب الليبي ضد سلطته وجرفة فيضان الشعب الليبي الثوري؟ لكن تصريحه يعطي انطباعا عاما لعدد كثير من المنفلتين اخلاقيا الدعوة الى موالاة وتاييد بن علي خاصة وان الحكومة بين ايدي اعوانه وهذا ماحدث في العراق ابان الانتخابات الاخيرة حيث استطاع عدد من المندسين الذين يعادون الشعب العراقي والذين تلوثت ايديهم بدم الشعب العراقي مثل اقطاب العراقية علاوي واخرين ان يحصلوا زورا على اصوات البعثين المهزومين الموتورين ومن رشوهم او وقعوا تحت طائلة تهديدهم بالانتقام منهم كما فعل النجيفي باهل الموصل المسيحين منهم خاصة المهجرين منهم وكانوا يريدون الالتفاف على حركة التغير في عراقنا الحبيب واعادة البعثين الى السلطة الذين لازالوا يعملون تخريبا على ارض الوطن الشهيد وقتلا لشرفاء العراقين الابرياء بحجة التحرير .
اذا الى حد الساعة لم تكن الثورة الشعبية التونسية قد حققت اهدافها وربما يصير الامر الى العكس رغم انها بعثت اي ثورة الشعب التونسي في نفوس الشعوب العربية الامل في ان الشعوب اذا ارادات فلن يوجد احد اي كان يستطيع كسر او لوي ارادةها خاصة شعوبنا العربية في سبات ونومة اهل الكهف منذ اكثر من ستين عاما وهم اي الشعوب العربية تقبع تحت سيوف الجلادين وانا ابشر ان ثمة تململ في كثير من الدول العربية الاسلامية المحكومة بطغاة قد تؤدي في اي لحظة الى انفجار شعبي عارم تتخلص به من الطغيان القابع على انفاسها بدون رحمة وعلى الشعب التونسي وقواه الوطنية بدل الصراع على السلطة والمناصب وارادة التفرد بالحكم الغاشم ومحاولة تهميش الاخر ؟ على هذه القوة التمكن من وعيها ورص صفوفها في وحدة قوية لتنقية جو الثورة من دخلاء النظام السابق واقامة حكومة وحدة وطنية تعددية علمانية وقطع الطريق عليهم اي اعوان النظام السابق كيلا يعودوا الى السلطة ليبطشوا بالشعب التونسي عن طريق اعوانهم وليس امام القوى الوطنية الا تغيب الحزب الحاكم وحله نهائيا واعتبار كل مكوناته خارج القانون اذا مامارسوا العمل السياسي لان من يريد اعتقال حرية الشعب لاحياة له مع وبين هذا الشعب اي كانت هويته ولان من اعتاد على استغلال الشعوب لن يتخلى عن اهدافه هذه مهما طال الزمن ومهما كانت النتائج .
نوئيل عيسى
18/1/2011