د.رافد العاني
عدد الرسائل : 5 تاريخ التسجيل : 14/05/2008
| موضوع: المؤامرة في تهميش نظرية المؤامرة الأربعاء مايو 21, 2008 12:33 am | |
| الأمة العربية من الأمم الراقية في هذا التاريخ الطويل والعميق لأنها تعيش إبعادها الزمنية الثلاثة , الماضي والحاضر والمستقبل , وتقيم توازن من خلاله تتقدم إلى إمام , ونظرة في تاريخ هذه الأمة العربية ومنذ فجر الإسلام وتوظيفا لدراسة التاريخ , ونسال هل الإحداث السياسية المهمة التي آثرت في مجرى تاريخ هذه الأمة والدين العظيم لم تكن خاضعة من حيث الأساس إلى المؤامرة أو المؤامرات العديدة التي كانت تحاك ضدها , ولكي نعرف هل إن نظرية المؤامرة كانت ولازالت ملازمة لهذه الأمة وهذا الدين العظيم , خلال التاريخ الذي اشرنا إليه فإننا سنذكر بعض الإحداث وهل كانت تلك الإحداث بعيدة عن المؤامرة , ونسأل ماذا نسمي محاولة اغتيال الرسول الأعظم من خلال فكرة اختيار من كل قبيلة رجل قوي للإجهاز عليه (صلى الله عليه وسلم) لكي يضيع دمه بين القبائل , الم تكن مؤامرة , ثم ما تعرض إليه من إبعاد وحصار ومضايقة دفع به إلى هجرة أهله ووطنه , الم تكن مؤامرة , ثم عملية اغتيال الصحابة الأطهار الم تكن من خلال نظرية المؤامرة , ثم الصراعات السياسية على السلطة في دولة بني أمية وبني هاشم , الم تكن من خلال التأمر على البعض من خلال نظرية المؤامرة , ثم سقوط الدولة الأموية على يد ما خططه إبراهيم الإمام بمساعدة أبو مسلم الخراساني , الم يقل له في رسالته المشهورة التي أرسلها إلى أبو مسلم حيث قال فيها (واقتل من شككت به وان شئت إن لا تبقي عربيا في خراسان فافعل ) , الم يكن ذلك من خلال المؤامرة التي لعب بها رجال فارس دورا مهما, وكذلك التاريخ يخبرنا عن مسالة في غاية الأهمية , وهي القضاء على أل البيت وعلى رأسهم الإمام حسين (ع) , الم يكن مجيئه إلى العراق ثم الغدر به من خلال نظرية المؤامرة , لا يمكن إن نحيط بأكبر عدد من الإحداث ولكننا ذكرنا وسنذكر القليل الذي يؤيد وجهة نظرنا بوجود نظرية المؤامرة , ونسأل ما هو دور ابن العلقمي في القضاء على الدولة العباسية , الم يكن من خلال نظرية المؤامرة التي دفع حياته ثمنا لخيانته, ثم نترك الكثير من الإحداث ونصل إلى الحرب العراقية – الإيرانية ونسأل لماذا حدثت وماذا حققت وكيف وأين تم انضجاج فكرتها وكيف نفذت , الم يكن محتوى نظرية المؤامرة موجود فيها من الإلف إلى الياء , لأننا لا نعرف لحد ألان لماذا حدثت ومن هو الذي خسر الحرب؟ إما موضوع كارثة العرب في التاريخ المعاصر وهو (احتلال الكويت) فكله مؤامرة وقائم على فكر هذه النظرية من أخمص القدم حتى شعر الرأس , ما الذي حصده البلدين ودول الإقليم من هذه الحرب والاحتلال البائس , الم تكن نظرية المؤامرة في ذلك قد حققت للقوى العالمية الوفود إلى المنطقة والسيطرة بحجة التحرير , إذن كيف تكون المؤامرة , وما حدث في العراق من ضغوط سياسية واقتصادية أدت إلى استهداف الإنسان وإهماله , سواء بشكل مقصود أو غير مقصود , وهجر ألاف الناس خارج الوطن , ثم إقحام العراق في موضوع السلاح الشامل والمدمر بتوجيه من الإعلام الواسع الذي وظف من اجل إظهار العراق بأنه بلد إرهابي يشكل خطرا على السلام العالمي وبالتالي ضرب لعدة مرات ودمرت تماما بنيته التحتية والعلوية والوسطية , الم يكن ذلك من اجل تحقيق هدف اكبر وهو الاحتلال اليوم , هل كان ذلك من خلال نظرية الأواني المستطرقة أم من خلال نظرية المؤامرة , وما يحدث اليوم في العراق , من خراب وتناحر سياسي بين الأحزاب والطوائف , الم يكن في النهاية يريد التمزيق وبالتالي السيطرة التامة للمحتل على البلد , وماذا نسمي ذلك نظرية الرقص الشرقي أم من خلال نظرية المؤامرة , ثم تتويج الجيران هذه النظرية بأروع صورها حيث يحركون البعض في الداخل من اجل تحقيق أهدافهم , هل هذا لا يخضع لنظرية المؤامرة , ثم نجد عملية قتل الإبداع الإنساني الذي هو الوجه الفاعل للتاريخ يجسد بوضوح نظرية المؤامرة , على هذا البلد وشعبه العظيم , ولكن نريد إن نسأل لماذا نجح تطبيق نظرية المؤامرة علينا بهذا المستوى , اعتقد بتواضع إن الجواب قد قاله توفيق الحكيم حيث قال (لا يوجد إنسان ضعيف ولكن يوجد إنسان جاهل في نفسه موطن القوة المعوضة ) ومن خلال هذا الإنسان العراقي البائس طبقت علينا هذه النظرية القذرة وستبقى تنفذ ثم يطرح علينا الساسة الجدد القول الجديد بان نبتعد عن نظرية المؤامرة في تحليلنا وأقول بتواضع اشد إن ذلك هو المؤامرة لأنهم يريدون تهميش نظرية المؤامرة لأنهم جاءوا من خلال المؤامرة. | |
|