الإعلام الأمريكي الموجه وتكريس الهيمنة
عاصم السيد / القاهرة
29/09/2005
في محاولة لبسط النفوذ الإعلامي الفضائي الأمريكي على العالم، تستعد الولايات المتحدة لإطلاق قناة فضائية إلى أمريكا اللاتينية؛ فهي ترغب في استنساخ تجربة قنواتها (الحرة) الموجهة إلى العرب، وكذلك راديو (سوا) لكي تطلق محطة إلى أمريكا اللاتينية، وربما بعد ذلك، تطلق شقيقة صغرى لها، أي المخصصة لفنزويلا. ففي شخص هوغو شافيز، تتكثف الكراهية اللاتينية للسياسة الأمريكية. والرجل، لا ترضي عنه أمريكا، لكنه يحظى بشعبية عارمة تحميه. ففي فنزويلا، هناك وسائل إعلام خاصة، ووسائل إعلام تملكها المعارضة الموالية لواشنطن. لكن الديمقراطية في البلاد، تقدم نموذجاً، يؤكد أن صيغة الحكم الديمقراطي، في بلدان الجنوب، أو في البلدان التي تعاني شعوبها من السياسات الأمريكية، لا يمكن أن توائم واشنطن. بل إن واشنطن، لا يناسبها في كراكاس وفي غيرها، سوى الديكتاتورية، التي تعاند ميول الشعب، وبالتالي فإن هوغو شافيز، قوي بالديمقراطية الحقيقية، وبالرأي العام الفنزويلي، ولا يخشى الإعلام المضاد، في بلاده. بل إنه علّق –باستهتار- على أنباء التهيؤ الأمريكي لإطلاق قناة مخصصة لشعوب أمريكا الجنوبية، فقال: إنها فكرة إمبريالية سخيفة، لا ينبغي أن تدهشنا. فنحن نعرف ما تستطيع واشنطن أن تقوم به، وليس هناك أخطر من عملاق يائس.
وبينما تتأهب واشنطن، لإطلاق مشروعها المتلفز، بعد أن أتمت دراسته، ولم يتبق سوى إقرار الكونغرس، أطلقت كراكاس قناتها اللاتينية (تيليسور) التي بدأت البث مؤخراً. وقدمت القناة نفسها، بأنها ظهرت لكي تقدم وجهة نظر أمريكية لاتينية (توافق الرأي العام الشعبي) في الأحداث، وإنها على ثقة بقدرتها على مقاومة السيطرة الطاغية، للشبكات التجارية، المحلية والأمريكية، التي تغطي أحداث القارة. ولم يدع هوغو شافيز، المناسبة تمر دون الإدلاء بدلوه شخصياً، فقال: إن إطلاق (تيليسور) يعكس يقظة شعوب أمريكا اللاتينية الراغبة في تكامل المصالح والسياسات. وأكد شافيز على أن القناة التي تمولها الحكومة الفنزويلية، تمثل ضربة استباقية لجهود بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي من أجل شن حرب إلكترونية وإعلامية ضد الديمقراطية الفنزويلية. أما وزير إعلام شافيز، الذي هو نفسه، رئيس (تيليسور) فقد أوضح بأن القناة الجديدة تهدف إلى كسر احتكار النظام الإعلامي الدولي، وتقديم رؤية وصوت ما زالا غائبين. وفسر إعلاميون لاتينيون إطلاق هذه القناة بإعلان الحرب على الإمبريالية الثقافية التي تمثلها وسائل الإعلام الأمريكية والغربية.
للاستكمال
http://www.najah.edu/index.php?news_id=5423&page=3171&l=ar